الكشافة: قوة إنسانية مدنية تستجيب لمساعدة المجتمع في زمن الحرب بالسودان
عقب اندلاع النزاع المسلح في بداية شهر مايو، ظهرت الكشافة في السودان كشعلة من الأمل والتضامن، تقدم المساعدة والدعم للمجتمعات المتضررة. الكشافة، الحركة الدائمة للسلام المستندة إلى مبدإ الواجب نحو الآخرين والتطوع، لعبت دورًا حاسمًا في التصدي للأزمات وتعزيز السلام وحماية المواطنين.
في 15 مايو 2023، أنشأت جمعية الكشافة السودانية غرفة عمليات طارئة، مخصصة لرصد والاستجابة للوضع المتطور. كان الهدف الأساسي هو تقديم المساعدة الفورية للمتضررين من الصراع، وخاصة في الولايات المتأثرة مباشرة بالعمليات العسكرية.
شكل الفريق الإنساني للكشافة هدفًا لوضع استراتيجيات فعالة وعملية استجابة لمساعدة المتضررين من الحرب، مع التركيز بشكل خاص على تقديم الدعم النفسي للأطفال والأمهات. لعب الفريق دورًا حيويًا في رفع الوعي بالجوانب الصحية والبيئية، وكذلك أخطار بقايا الحرب.
كما تقوم الكشافة بقيادة حملات التبرع بالدم لمساعدة المحتاجين. وتقوم أيضًا بإنتاج محتويات توعوية، بهدف نشر الوعي ونقل المعلومات الصحيحة حول كيفية تعامل المدنيين خلال الاشتباكات المسلحة. يتم التركيز على تقليل التوترات والحفاظ على التوازن النفسي خلال فترات النزاع وبعدها.
قامت الكشافة بعدة أعمال مهمة في ولاية الخرطوم، حيث قدمت المساعدة في دفن الجثث واحترامها، وتواجدت في المستشفيات لتقديم الإسعافات الأولية. كما ساهمت في توزيع المواد التموينية والمعونات الغذائية، وقامت بتنظيف المنشآت الصحية لتوفير بيئة آمنة وصحية. أقامت أيضًا أنشطة ترفيهية للأطفال في أماكن محددة، بهدف نشر روح الأخوة والتعاون والإيثار والمثابرة.
في الولايات الأخرى أيضًا، قامت الكشافة بأعمال مهمة، مثل تنظيف المنشآت الصحية والمستشفيات، وتقديم خدمات الإسعافات الأولية. كما قدمت الكشافة المساعدة في توزيع المواد الغذائية والمساعدات الضرورية وقامت بفك وتركيب الخيام وفتح مراكز الكشافة لإيواء وتوفير الراحة للمواطنين المتضررين. تم تنفيذ أيضًا حملات توعوية عبر مقاطع فيديو بلغة الإشارة لزيادة الوعي ومساعدة الأشخاص على تجنب الحرب والحفاظ على أرواحهم.
ومع انتهاء فترة الهدنة وعودة الاشتباكات، ركزت الكشافة على تنظيم حملات التبرع بالدم والإجلاء
تتجلى قوة الكشافة السودانية في تنسيقها وتحركها السريع لمواجهة الأزمات وتقديم المساعدة العاجلة. تعمل الحركة الكشفية بجد لتحقيق رؤيتها في خدمة المجتمع وتنمية الشباب، وتعزيز قيم التعاون والعطاء. إنها حركة تربوية تطوعية غير سياسية تسعى للسلام والتقدم وتجسد قوة الشباب في بناء مستقبل أفضل للسودان.
